• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

بين يدي كتاب "الخواتيم" لابن الجوزي البغدادي

أ.د. عبدالحكيم الأنيس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/11/2016 ميلادي - 22/2/1438 هجري

الزيارات: 8677

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين يدي كتاب "الخواتيم"

لابن الجوزي البغدادي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم على سيِّدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه.

وبعد: فقد كان الإمامُ أبو الفرج عبدالرحمن ابن الجوزي البغدادي أشهرَ واعظٍ في تاريخ الإسلام، وقد بُهِرَ به مَنْ حضرَهُ ورآهُ وسمعَهُ مِنَ السَّامعين والرَّحالة والمُؤرِّخين، مِنْ أهـلِ عصره ومَنْ بَعْدَهم، وكان له صولاتٌ وجولاتٌ في بغداد على مدى سبعين عاماً[1]...

 

وقد ألّف في فنِّ الوعظ مؤلفاتٍ كثيرةً، وعدَّ له سبطُهُ في ذلك (٦٣) مُؤلَّفاً[2]، وهناك غيرُها[3].

وممّا ألَّفه في ذلك كتابٌ سمّاهُ: "المقاطع" انتقى فيه أشعاراً لطيفةً، تصلحُ لختام مجالس الوعظ، ثم رأى أنه يَصْلحُ أنْ يتقدَّمها ما يُلائمها من الكلام، لئلا تأتي مفردةً فلا يتبيَّن لها معنى، فألَّفَ هذا الكتاب الذي أُقدِّمُ له، وسمّاهُ: "الخواتيم" أي خواتيم مجالس الوعظ.

 

وهذا الكتاب انتقاهُ مِنْ مؤلفاتهِ السابقةِ، وآثرَ أنْ يكون المُنتقى مِنْ أقوى كلامه حرارةً، وضمَّ كلَّ شيءٍ إلى ما يَليق به، وهدفُهُ كما قال في مقدمته أنْ يكثرَ "عددُ الكؤوس المُسْكرة، فيُخلَّف سكرانُ الوجد طريحاً في الدار بعد رحيل السَّفْر".

 

وهذا يعني أنَّ كتاب "الخواتيمَ" يشتمل على كتاب "المقاطع"، فهما كتابانِ في كتاب، وهذا مكسبٌ كبيرٌ؛ لأنَّ "المقاطع" لم يصلْ إلينا.

 

وقد جعلَهُ أربعين فصلاً.

تناولَ في الفصولِ الخمسةِ الأولى شيئاً مِنْ قصص آدم، ويوسف، وأيوب، وموسى، وداود.

ثم أوردَ خمسة وثلاثين فصلاً، يدورُ معظمُها حول معالجةِ أمراض النفس، والتوبةِ الصادقةِ، والاستقامةِ، والإقبالِ على اللهِ، ومحبتهِ، وأداءِ الشعائر أداءً حقاً.

 

توثيق نسبة الكتاب:

وصلَ إلينا هذا الكتابُ بخطِّ المؤلِّف.

وقد نسبَهُ إليه سبطهُ أبو المُظفر يوسف في "مرآة الزمان"[4].

والذهبي في "تاريخ الإسلام"[5]، و"سير أعلام النبلاء"[6].

والصفدي في "الوافي بالوفيات"[7]. وغيرُهم.

 

تنبيه على خطأ في ذكر العنوان:

جاء في مَسْرد مؤلفات الشيخ في "الذيل على طبقات الحنابلة" لابن رجب: "النحاة الخواتيم"[8].

وهذان كتابان، لا كتاب واحد، والصواب: "النجاة"[9]، "الخواتيم"[10].

و جاء ذكره في "معجم الكتب"[11] لابن المِبْرد: "النجاة بالخواتيم" وهو خطأ أيضاً.

 

أسلوب الشيخ فيه:

أسلوبُ الشيخ رائق رائع، وقد استخدمَ المُحسِّنات البديعية، وظهرتْ مهارتُهُ في الكلام أظهرَ ما يكون، ولا عجبَ في ذلك إذا علمنا أنه كان موهوباً في هذا الفنِّ، وأنه انتقى من كتبهِ السابقةِ عليه أكثرَ كلامهِ حرارة.

وقد طغى الشعرُ على النثر لِمَا قدَّمتُ أنَّ أصل الكتاب "المقاطع" وهو شعرٌ كله، ثم رأى أنْ يُضيف إليه ما يلائمه من الكلام.

وقد ذكَرَ شعراً لأكثر مِنْ (75) شاعراً، وهذا يدلُّ على سعة اطلاعه ومحفوظه[12]، وفيه كذلك مِنْ شعرِ نفسهِ[13]، وشعرٌ لا يُعرف قائله.

ولم يَنسبْ هذا الشعر إلى قائليه، كما درَجَ على ذلك في كتبه الوعظية الأخرى -سوى "المُدهش"-، ولعله أرادَ أنْ يتفرَّغ القارئُ للمعنى، ولا يشتغل بالقائل.

وهذا الشعرُ عموديٌّ، ودوبيت، وفيه مِنْ "كان وكان" بيتان فحسب.

وأكثرُ مَنْ ذَكَرَ شعراً له: مهيار الديلمي (ت:428هـ)، ثم الشريف الرضي (ت:406هـ)، ثم صرَّدُر (ت: 465هـ)، والثلاثة بغداديون.

وهو يختار مِنْ قصائد، ولا يلتزمُ تسلسلَ المُختار.

ولحظتُ أنه مزَجَ بين شعرِ شاعرين في أكثرَ مِنْ موضع.

وأبرزُ ما يُسَجَّلُ هنا أنه حوَّلَ ما أوردهُ من الشعر إلى وجهةٍ أخرى غير ما قصدَهُ الشاعرُ... وهذا مقصدٌ جميلٌ، وبراعةٌ واضحةٌ.

 

تاريخ التأليف ومكانه:

علمنا مِنْ ختام النسخة أنَّ المُؤلِّف فرغ منه في يوم الخميس (19) من ذي الحجة سنة (581) بالمدرسة الشاطئية[14] بباب الأزَج[15] .

وهذه المدرسة وقفَتْها جهةُ الخليفة المُستضئ "بَنَفشِه"[16] سنة (570هـ)، وسلَّمتها إلى ابن الجوزي، وكان يومُ افتتاحها يوماً مشهوداً[17].

وكانتْ إقامةُ الشيخ فيها إلى حين نفيه إلى واسط سنة (590هـ).

وقد تجاوزَ عمرُه حين فراغهِ مِنْ هذا الكتاب السَّبعين من العمر.

 

مصادره:

ذكَرَ المُؤلِّفُ في مقدمته أنه سَبَقَ له في فنِّ الوعظ كتبٌ، وأنه آثرَ أنْ ينتقي مِنْ أقوى الكل حرارة... ولم يُصرِّحْ بعناوين تلك الكتب، وهي كثيرة، ورأيتُ جملاً وعباراتٍ ممّا جاء هنا في كتبه: "التبصرة"، و"اللطف"، و"المنثور"، و"موافق المرافق"، و"الياقوتة"، و"المواعظ والمجالس"[18]، و"المُطرب"[19] .

ونجدُ كثيراً مِنْ أخبار الصالحين الواردة هنا في كتابهِ "صفة الصفوة".

 

أثره فيما بعده:

نجدُ أثرَهُ في كتاب المُؤلِّف "المُدهش" الذي فرَغَ منه بعد عشرِ سنواتٍ مِنْ تأليفه هذا الكتاب[20].

وفي كتبِ ابنِ القيمِ، وابنِ رجب إفادةٌ واضحةٌ مِنْ كلامِ الشيخ أبي الفرج، ومنه ما هو في "الخواتيم"، و"المُدهش".

 

النسخة المعتمدة:

هي نسخة المُؤلِّف كما سبقَ ذكرُه، وقد جاء في غلافها بخطه:

"مِنْ كلامِ عبدالرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي وتأليفهِ نفعه اللهُ بالعلمِ آمين".

وقد ضَرَبَ على سطورٍ في خمس عشرة ورقة[21]، وكتبَ في الحواشي[22]، فهل هي مسودةٌ لم يُبيّضها، أو بيَّضها ثم بدا له أنْ يُغيّرَ فيها؟ اللهُ أعلمُ، ولكنْ يبدو مِنْ كثرة التعديلِ والكتابةِ على الحواشي أنها مسودة، وربما لم يجدْ حاجة لتبييضها...

 

وهذه النسخة أهداها المُؤلِّفُ إلى ولده يوسف الذي وُلِدَ سنة (580هـ)، وقد جاء على غلافها:

"هذا الكتاب ملكٌ لولدي أبي محمد يوسف نفعَهُ اللهُ، وبلَّغَهُ الأملَ. وكتب ابنُ الجوزي".

ولا ندري متى كتبَ هذا، وقد كان ليوسف حين فرغَ والدُه منه سنةٌ واحدةٌ، وقولُه: "نفعه الله وبلغه الأمل" يُشْعِرُ أنه كان حين الإهداء يطلبُ العلمَ وله أملٌ، ولعل ذلك كان بعد عودة الشيخ مِنْ منفاه في واسط سنة (595هـ).

وفي خطِّ الشيخِ ظواهر إملائية، يُمكن إفرادُها بالذكر، فهو لا يضعُ ألفاً بعد واو جماعة الفعل، ولا ينقطُ الياء في آخر الكلم، ولا يضعُ همزة في أوله.

ويكتب: "بكى": "بكا".

ومِنْ ذلك أنه كتبَ: "يئستُ" هكذا: "ياءست" مِنْ غير تنقيط.

والتزم تمييز الحاء بحاء صغيرة تحتها.

ورأيتُ في بعض المواضع نقطاً أو ضبطاً فيه نظرٌ، ولعله مِنْ قارئٍ نظرَ في الكتاب، والله أعلم.

كما أنَّ بعضَهم أضافَ كلمة "شعر" عند الشعر في الفصول العشرة الأولى بقصد تمييزهِ، ثم ترَك.

وتقع النسخة في (٧٠) ورقة.

وكان السبطُ يوسفُ، وابنُ رجب، وابنُ المِبْرد، والعُليمي، قد نصُّوا على أن الكتاب جزآن، ولم أجد في هذه النسخة تجزئة.

 

نسختان للكتاب لم نرهما:

جاء على الغلاف تحت قولِ المُؤلف:

"هذا الكتاب ملكٌ لولدي أبي محمد يوسف نفعَه اللهُ، وبلَّغهُ الأملَ. وكتبَ ابنُ الجوزي":

"نقله عليٌّ داعياً لمالكهِ ببلوغِ أمله".

وعليٌّ هذا -فيما أرجِّحُ- هو ابنُ المُؤلِّف، وُلد سنة (550)، وتوفي سنة (630)، وهو الذي كتبَ له والدُه "لفتة الكبد في نصيحة الولد"، وكان ناسخاً، ووَصَلَ إلينا مِنْ مؤلفاتِ والدهِ بخطه: "الموضوعات من الأحاديث المرفوعات"، و"رؤوس القوارير"[23].

 

وجاء في آخرِ النسخةِ تحت قولِ المؤلِّف:

"فرغَ من هذه النسخة ناظمُهُ[24] عبدُالرحمن بنُ علي بنِ محمد بنِ الجوزي في يوم الخميس تاسع عشر ذي الحجة مِنْ سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، بالمدرسةِ الشاطئيةِ ببابِ الأزَج حامداً لله ومُصلِّياً على رسوله محمد وآله أجمعين، وحسبنا الله ونعم الوكيل":

"كتبهُ أجمع أحمدُ بنُ محمد بن عبدالله الموصلي عفا اللهُ عنه وعن المسلمين أجمعين".

وهاتان النسختان - نسخة عليّ ابن الجوزي، وأحمد الموصلي - لا أعرفُ عنهما شيئاً الآن.

 

رحلة النسخة، وموضعها الآن:

جاء في الورقة الأخيرة آخر النسخة:

"تُوفي الشيخ نجيب الدين يعقوب[25] [ نسبة لم أستطعْ قراءتها ] قدَّسَ اللهُ روحه في يوم الأحد غرة رجب المبارك سنة ثلاث وعشرين وست مئة ببغداد المحروسة، وصلى عليه الشيخُ [ فراغ في الأصل ] ودُفِنَ بمشهد أبي حنيفة رحمه الله تعالى".

وربما دلَّ هذا على وجود النسخة آنذاك في الشام، فكأنَّ كاتبَ هذا شاميٌّ، وقد يشهدُ لهذا أنه بيَّضَ لاسم الشيخِ الذي صلّى على المُتوفَّى، ولو كان حاضراً لما غابَ عنه معرفة اسمهِ.

 

لكنْ يبرزُ هنا سؤالٌ وهو أنَّ مالك النسخة يوسف ابن المُؤلِّف كان حياً في ذلك التاريخ[26]، فهل يسمحُ بخروجِ النسخة من يده؟

ونجدُ على الغلاف تملكاتٍ، منها هذا التملك:

"ممّا تبرك بملكه الفقيرُ إليه سبحانه مصطفى القاضي بمصر المحمية".

وهذا يعني أنّ النسخة آلتْ إلى مصر في بعض أدوارها.

وهي ترقدُ الآن في مكتبة إنابي في بورصة في تركيا ضمن مجموعة "حسين چلبي"، برقم (٤٣٥)[27].

 

عملي في الكتاب:

• قمتُ بعد نسخِ الكتاب بمقابلةِ النَّص، وحلِّ مُشكلاته، فالكتاب -وإنْ كان بخطِّ المُؤلِّف- إلا أنه كان يدعُ حروفاً كثيرةً بلا تنقيط، وقد يصلُ الحروفَ بعضها ببعض.

 

وقد وقعَ له سهوٌ في بعض المواضع، كما ترى التنبيهَ عليه في الحواشي.

وأصابَ النسخةَ ماءٌ في بعض الكلمات، وصعبتْ قراءةُ كلماتٍ؛ لكتابتها بخطٍّ ناعمٍ بين السطور، أو على الحواشي، فنالَ منها مقصُّ التجليد، أو التصوير.

 

• قمتُ بتفتيحِ الكتابِ وتنسيقهِ تنسيقاً يُسهِّل قراءتَهُ والاندماجَ فيه، والإفادةَ منه.

• وضبطتُهُ نثراً وشعراً ليدرج القارئُ في قراءته، ويتوجهَ إلى المَعنى توجُّهاً سريعاً.

• عزوتُ الآيات، والأحاديثَ، والآثار -وهي قليلة-.

وقد تسامحَ بإيراد بعض الأخبار عن أهل الكتاب.

• بحثتُ عن قائلي الشعر، ونسبتُ ما عرفتُ قائله، وما لم أعرفه سكتُّ عنه.

 

ولم أستقصِ اختلافَ الألفاظ، فليس هذا موضعه، وقد يعودُ هذا الاختلافُ إلى الرواية، أو إلى تصرُّفِ النُّساخ، أو إلى تصرُّفِ المؤلِّف، لينسجمَ مع ما يريدُ من الاستشهاد به، وقد يكون تصرفاً غيرَ مقصود أحياناً، وإنما حصلَ بسبب كثرة محفوظهِ وتداخلِ الألفاظِ فيما بينها وتعاقبِها.

وبينتُ ما حصلَ فيه مزجٌ، وهو مِنْ شعر شاعرين.

 

• عرَّفتُ بالأعلام، عدا الصحابة –وهم أكثر مِنْ سبعين علَماً- تعريفاً يليق بهذا الكتاب، ولم أطلْ، ومعظمُهم من رجال "صفة الصفوة"[28]، فرأيتُ أن يكون العزو إليه، وهو عزوٌ للترجمة، وللخبرِ الواردِ عن المُتَرجَم.

• لم أعرِّفْ بالأماكن الواردة في الشعر، ويُطلبُ هذا مِنْ مصادره، وقد لا يكون الموضعُ المذكورُ مقصوداً لذاته، وإنما أصبحَ رمزاً لشيءٍ مُعيّنٍ.

• قد يكون في بعض ما قاله المؤلِّفُ نظرٌ، أو وجهةُ نظرٍ أخرى، ولا حرجَ في ذلك، إذا كان بالدليل والتعبير المناسب لأقدار العلماء.

 

وقد علقتُ على شيءٍ من ذلك، كقولهِ بأنَّ الذبيحَ إسحاق.

-ترجمتُ للشيخ ترجمةً موجزةً، وقد قال ابنُ رجب رحمه الله: "ذكرَه العمادُ الكاتب في "الخريدة"، وابن خلكان، والحموي، وابنُ النجّار، وأبو شامة، وغيرهم، وأثنوا عليه مع أنَّ اشتهارَهُ بالعلوم والفضائل يُغني عن الإطناب في ذكرهِ، والإسهابِ في أمرهِ، فلقد بلغَ ذكرُهُ مبلغَ الليل، وسارتْ بتصانيفهِ الركبانُ إلى أقطارِ الأرض، وانتفعَ الناسُ بها انتفاعاً بيناً"[29].

ونسألُ اللهَ أن ينفع بهذا الكتاب، وأنْ يتقبلَ الجهدَ المبذولَ فيه، والحمد لله ربِّ العالمين.

16 من صفر الخير 1438هـ[30]



[1] وحج سنة (553هـ) فتكلّم في الحرم المكي نوبتين. انظر المنتظم (10 /182).

[2] انظر مرآة الزمان (22 /99).

وهي ما بين مطبوعٍ ومخطوطٍ ومفقودٍ (أو متوار)، والمطبوعُ أكثر من عشرة، والمخطوط أكثر من عشرة أيضاً.

[3] وقال عنه الشيخ ابنُ تيمية: "وله في الوعظ وفنونهِ ما لم يُصنَّفْ مثلُه". الذيل على طبقات الحنابلة (2 /489).

[4] (22 /99).

[5] (12 /1103).

[6] (21 /369).

[7] (18 /190).

[8] الذيل (3 /420) من طبعة حامد الفقي، و(2 /496) من طبعة الدكتور عبدالرحمن العثيمين.

ومثل ذلك في "المنهج الأحمد" (4 /27)، و"الدر المُنضد" للعُليمي (1 /312).

[9] وأرجح أنَّ "النحاة" تحريف، وقد ذكره السبطُ فيما لجدِّه مِنْ مؤلفاتٍ في الرياضات. انظر مرآة     الزمان (22 /98).

[10] ذكرَ الأستاذ عبدالحميد العلوجي في كتابه "مؤلفات ابن الجوزي" ص 534 هذا العنوان (النحاة الخواتيم)، وقال:

"ذكره ابنُ رجب في الذيل على طبقات الحنابلة. ويبدو في هذا العنوان خلط، فقد ذكره سبط ابن الجوزي بعنوان (الخواتيم) وحسب".

أقول: ليس الخلط من ابن رجب، وإنما من الناشر الذي وضع قوساً واحداً للعنوانين.

وليس في الأمر خلط أصلاً، فالنجاة (وليس النحاة) كتابٌ آخر لابن الجوزي.

[11] ص 85.

[12] للشيخ كتابٌ سمّاه: "المُختار من الأشعار" في عشرة مجلدات.

وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" في حوادث سنة (589):

"وفيها أنفذ الخليفةُ الناصرُ العباسي إلى الشيخ أبي الفرج بن الجوزي يطلبُ منه أنْ يزيدَ على أبيات عدي بن زيد المشهورة ما يناسبُها من الشعر، ولو بلغ ذلك عشر مجلدات، وهي هذه الأبيات:

أيها الشامتُ المُعيِّرُ بالدهـر أأنتَ المُبرأُ الموفورُ

أم لديكَ العهدُ الوثيقُ منَ الأيامِ بل أنتَ جاهلٌ مغرورُ

مَنْ رأيتَ المنونَ خلَّدنَ أم مَنْ ذا عليه مِنْ أن يُضامَ خفيرُ؟

أين كسرى كسرى الملوك أبو ساسان أم أين قبله سابورُ؟

وبنو الأصفر الملوكُ ملوكُ الروم لم يبق منهمُ مذكورُ

وأخو الحَضْر إذ بناهُ وإذ دجلة تُجبى إليه والخابورُ

شادهُ مرمراً وجللهُ كلساً فللطيرِ في ذراهُ وُكورُ

لم تهبه ريبُ المنونِ فزالَ الملكُ عنه فبابهُ مهجورُ

وتذكَّرْ ربَّ الخَوَرنقِ إذ أشـرفَ يوماً وللهُدى تكفيرُ

سرَّهُ حالُهُ وكثرةُ ما يَملكُ والبحرُ مُعْرِضاً والسديرُ

فارعوى قلبُهُ وقالَ وما غبطةُ حيٍّ إلى المَماتِ يصيرُ

ثم بعدَ النعيمِ والمِلك والنهي والأمر وارتهمُ هناك قبورُ

ثم أضحوا كأنهمْ أورقٌ جفَّتْ فألوتْ بها الصَّبا والدَّبورُ

غيرَ أنَّ الأيامَ تختصُّ بالمرءِ وفيها العظاتُ والتفكيرُ".

[13] عرفتُ هذا لقيامي بجمع شعرهِ مِنْ قبل، وللشيخ: "من أشعاري" ولم يصل إلينا، أوهو متوارٍ في مكانٍ ما.

[14] في كتاب "الكتاب العربي المخطوط" للدكتور أيمن فؤاد سيد: الشاطبية" لأنَّ الكلمة غير   منقطة في الأصل. وهو خطأ.

[15] يُعْرَفُ باب الأزج الآن بباب الشيخ.

[16] "بَنَفشِه" اسمٌ فارسيٌّ يعني زهرة البنفسج. أفاده الشيخ نظر الفاريابي.

[17] انظر المنتظم (18 /210).

[18] هكذا طبِعَ هذا الكتاب ولا بُدَّ أنَّ له عنواناً مميزاً، وقد سُمِّيَ في بعض مخطوطاته بـ: "هادي   النفوس إلى الملك القدوس"، وهذا العنوانُ غريبٌ أيضاً لم يُذكرْ في قوائم مؤلفات الشيخ.

[19] وكلها مطبوعة عدا "المُطرب".

[20] جاء في آخر "المدهش" (2 /764): "فرَغَ منه ناظمُه عبدُالرحمن بن علي بن الجوزي يوم الثلاثاء رابع عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة، حامداً الله سبحانه، ومصلياً على رسوله محمد وعلى آله ومسلماً...".

وفي هذا التاريخ كان -رحمه الله- منفياً في واسط.

[21] انظر الأوراق (4، 5، 7، 10، 14، 24، 37، 42، 45، 52، 56، 59، 61، 68، 69)، الفصول (1، 2، 3، 5، 7، 13، 21، 23، 25، 30، 32، 33، 35، 38، 39).

[22] انظر الأوراق: (13، 21، 24، 38، 45، 47، 57، 68).

[23] وكلاهما في تركيا.

[24] هذه الكلمة لا تعني أنه شعر، ويُفسِّرها قولُ المؤلف في أول الكتاب: "كتاب الخواتيم مِنْ كلام عبد الرحمن ... وتأليفهِ".

[25] أقول: وهذا الرجل مترجم في "البداية والنهاية" في وفيات هذه السنة (623هـ).

[26] ثم قتله هولاكو مع الخليفة المستعصم على باب بغداد سنة (656هـ).

[27] وقد ذكرَ هذه النسخة الأستاذ رمضان ششن في كتابه "مختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا" ص 40. فله الشكر.

[28] وقد خصَّ المؤلفُ عدداً منهم بكتبٍ كعمر بن الخطاب، وعمر بن عبدالعزيز، والحسن البصري، والفُضيل بن عياض، ورابعة، ومعروف الكرْخي، وبشر الحافي.

[29] الذيل على طبقات الحنابلة (2 /486).

[30] وبهذا يكون قد مر على تأليف الكتاب وخط الشيخ فيه (857) سنة. وصدق الشيخُ المؤلفُ إذ يصفُ الكتابَ بالولدِ المُخلد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإمام ابن الجوزي ومهاراته الخطابية
  • نقد ابن الجوزي لكتاب حلية الأولياء لأبي نعيم
  • طاقة من فن الدوبيت
  • سبعون موعظة من كتاب "موافق المرافق" لابن الجوزي رحمه الله
  • فواتح من "الخواتيم"
  • كتاب المؤتنف للخطيب البغدادي يحقق لأول مرة على نسخة المؤلف
  • كتاب: الأوسط في أصول الفقه لابن برهان البغدادي
  • الخطيب البغدادي تأليف الأستاذ يوسف العش

مختارات من الشبكة

  • بين يدي كتاب "النور في فضائل الأيام والشهور" لابن الجوزي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تضرع وقنوت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب الأربعين النووية (حديث: إن الحلال بين وإن الحـرام بين)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أدعية الاستفتاح: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيني وبين فتاة علاقة عاطفية وعرف أهلها ما بيننا(استشارة - الاستشارات)
  • مقدمة بين يدي مدارسة كتاب الشمائل المحمدية للإمام الترمذي رحمه الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب عمدة الأحكام (باب المرور بين يدي المصلي 2) الحلقة الثامنة(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)

 


تعليقات الزوار
10- بارك الله جهودكم
رشيد كرموت - المغرب 08-12-2016 01:50 AM

بارك الله فيكم دكتور عبد الحكيم على جهودكم في الإفادة وتحمل مشاق البحث والنتقيب عن الدرر العلمية

9- شكر ودعاء
نشوان البدراني - تركيا 24-11-2016 07:06 PM
جهد مبارك وطيب
جزاك الله خيرا وبارك بك ونفعنا بكم سيدي
8- شكر
د.رواء محمود حسين - نيويورك 24-11-2016 07:05 PM
شكرا شيخي الحبيب جزاكم الله خيرا
7- دعاء
محمدو عبدالله السالم المعلى - نواكشوط 24-11-2016 07:04 PM
رعاكم الله شيخنا الجليلذ
6- رائع
ثروت العليمي - مصر 24-11-2016 07:03 PM
مجهود رائع فيه فؤائد جمة
جزاكم الله خيرا
5- تعليق وسؤال
جاسم القرطوبي - سلطنة عمان 24-11-2016 07:02 PM
مقال جميل وفكر رائع زاد الحليب سكرا ؛ فأتتنا دسامة الكتاب وفائدته على طبق بيد شيخ كريم جليل.
سيدي في الجامعة استشكل دكتور التاريخ عن العدد الهائل المستمع لابن الجوزي واعتبره مبالغة لأنه نفسه القائل :
يرون العجيب كلام الغريب..
وقوله:جارية الحي لا تطرب.
وثم قال دكتورنا: ثم أنى له بإسماع الجم الغفير..
فحبذا تعلقون على هذا الكلام دكتور
4- ما شاء الله
حامد الشبلي - الإمارات 24-11-2016 06:58 PM
ماشاء الله... فتح الله لك مغاليق العلم شيخنا
3- نفيس
د.محمد عيد المنصور - سورية 24-11-2016 06:55 PM
مخطوط نفيس للغاية
ومضمونه لطيف ومؤثر كعادة الإمام ابن الجوزي

ومن صدق حروفه ما زال الإمام واعظاً بها إلى الآن، لطالما وقفت أمام بعض مواعظه متأثراً.. ورأيت بعض شيوخاً يقرأ له بعض مواعظه بعيون هطالة
رحمه الله تعالى
وجزاك الله تعالى كل خير على عملكم المتقن في تقديم الكتاب وتحقيقه
2- شكر وتقدير
فخوره بأمتي - فلسطين 23-11-2016 08:50 PM

تستحق الشكر والتقدير،،
جهد مبارك ،،

جزاك الله خيرا وأحسن إليك أستاذنا الفاضل.

1- كنز
محمد صالح السامرائي - العراق 23-11-2016 07:55 PM

بوركت جهود الشيخ الأنيس الذي عودنا على استخراج الكنوز من مكامنها وإظهارها بالمظهر اللائق بأبهى حلة وأدق تحقيق نفع الله به وجزى الألوكة خيرا عن العلم وطلابه.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب